أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت : سَأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ناسٌ عن الكُهَّان ؟ فقال : ليسَ بِشيءٍ . فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، إنهم يُحَدِّثُونا أحياناً بِشيءٍ فيكونُ حقاً . فقال : رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : تِلكَ الكَلِمَةُ مِن الحقِّ يَخْطِفُهَا الجِنِّيِّ فَيَقُرُّهَا في أُذُنِ وَلِيِّهِ فيخْلِطونَ معها مِئةَ كَذْبةٍ ".(2)
فينبغي عليك _ رفع الله ضُرَّك وألبسك العافية _ أن لا تركن لمثل هؤلاء فما عندهم ما يرجى نفعه ولا ما يرفع ضره ، بل لقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من إتيانهم ومجرد سؤالهم ، فقد أخرج مسلم رحمه الله في صحيحه عن صفية عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " مَنْ أتَى عَرَّافَاً فَسَألَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلةً ".(3) فانظر _ شفاك الله ورفع ضرك وألبسك العافية _ أنَّ مجرد المجيء لهم وسؤالهم عاقبتها أن لا تقبل لك صلاة أربعين ليلة . نسأل الله السلامة والعافية .
__________
(1) الكاهن : هو الذي يدعي معرفة ما سيكون من أمور المستقبل ويستخدم شياطين الجن لاستراق السمع من السماء ويزعم معرفة الأسرار . والعرّاف : هو الذي يعرف ما وقع في الماضي بأمور يستدل بها ، ويخبر عن المسروق ومكان الضالة ( الشيء الضائع المفقود ) و عمَّا يكون في المستقبل وقد يُنَجِّمُ بالنجوم ويزعم أن لها أسرارً لا يعلمها غيره ؟ النهاية في غريب الحديث ( 4 / 214 ) وانظر : الفتح ( 10 / 217 ) وشرح النووي لمسلم ( 5 / 22 )
(2) أخرجه البخاري : كتاب الطب ، باب الكهانة ، حديث ( 5762 )
(3) أخرجه مسلم : كتاب السلام ، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان ، حديث ( 2230 ) ولفظة ( فصدَّقه ) هنا غير صحيحة .
الكتاب : مختصر الرقية الشرعية
No comments:
Post a Comment