Saturday, August 16, 2014

مَنْ أتَى عَرَّافَاً فَسَألَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلةً

واعلم أنَّ إتيان السحرة والكُهّان والعرَّافين(1) والمشعوذين محرمٌ وذنبٌ خطير وكبيرة من الكبائر.

أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت : سَأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ناسٌ عن الكُهَّان ؟ فقال : ليسَ بِشيءٍ . فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، إنهم يُحَدِّثُونا أحياناً بِشيءٍ فيكونُ حقاً . فقال : رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : تِلكَ الكَلِمَةُ مِن الحقِّ يَخْطِفُهَا الجِنِّيِّ فَيَقُرُّهَا في أُذُنِ وَلِيِّهِ فيخْلِطونَ معها مِئةَ كَذْبةٍ ".(2)
فينبغي عليك _ رفع الله ضُرَّك وألبسك العافية _ أن لا تركن لمثل هؤلاء فما عندهم ما يرجى نفعه ولا ما يرفع ضره ، بل لقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من إتيانهم ومجرد سؤالهم ، فقد أخرج مسلم رحمه الله في صحيحه عن صفية عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " مَنْ أتَى عَرَّافَاً فَسَألَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلةً ".(3) فانظر _ شفاك الله ورفع ضرك وألبسك العافية _ أنَّ مجرد المجيء لهم وسؤالهم عاقبتها أن لا تقبل لك صلاة أربعين ليلة . نسأل الله السلامة والعافية .
__________
(1) الكاهن : هو الذي يدعي معرفة ما سيكون من أمور المستقبل ويستخدم شياطين الجن لاستراق السمع من السماء ويزعم معرفة الأسرار . والعرّاف : هو الذي يعرف ما وقع في الماضي بأمور يستدل بها ، ويخبر عن المسروق ومكان الضالة ( الشيء الضائع المفقود ) و عمَّا يكون في المستقبل وقد يُنَجِّمُ بالنجوم ويزعم أن لها أسرارً لا يعلمها غيره ؟ النهاية في غريب الحديث ( 4 / 214 ) وانظر : الفتح ( 10 / 217 ) وشرح النووي لمسلم ( 5 / 22 )
(2) أخرجه البخاري : كتاب الطب ، باب الكهانة ، حديث ( 5762 )
(3) أخرجه مسلم : كتاب السلام ، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان ، حديث ( 2230 ) ولفظة ( فصدَّقه ) هنا غير صحيحة .

الكتاب : مختصر الرقية الشرعية

No comments: