Sunday, August 31, 2008

حرف اللام


من الأدوية والأغذية المفردة التى جاءت على لسانه مرتبة على حروف المعجم حرف اللام

لحم قال الله تعالى وامددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون وقال ولحم طير مما يشتهون وفي سنن ابن ماجة من حديث أبى الدرداء عن الرسول سيد طعام أهل الدنيا واهل الجنة اللحم ومن حديث بريده يرفعه خير الإدام في الدنيا والآخرة اللحم وفي الصحيح عنه فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام والثريد الخبز واللحم قال الشاعر إذا ما الخبز تادمه بلحم فذاك أمانة الله الثريد وقال الزهرى أكل اللحم يزيد سبعين قوة وقال محمد بن واسع اللحم يزيد في البصر ويروى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه كلوا اللحم فانه يصفى اللون ويخمص البطن ويحسن الخلق وقال نافع كان ابن عمر إذا كان رمضان لم يفته اللحم وإذا سافر لم يفته اللحم ويذكر عن على رضى الله عنه من تركه أربعين يوما ساء خلقه واما حديث عائشة رضى الله عنها الذى رواه ابو داود مرفوعا لا تقطعوا اللحم

بالسكين فانه من صنع الأعاجم وانهشوه نهشا فانه اهنا وأمرا فرده الإمام احمد بما صح عنه من قطعه بالسكين وفي حديثين وقد تقدما واللحم اجناس يختلف باختلاف أصوله وطبائعه فنذكر حكم كل جنس وطبعه ومنفعته ومضرته لحم الضأن حار في الثانية رطب في الأولى جيد الحولى يولد الدم المحمود المقوى لمن جاد هضمه ويصلح لأصحاب الأمزجة الباردة المعتدلة ولأهل الرياضات التامة في المواضع والفصول الباردة نافع لأصحاب المرة السوداء يقوى الذهن والحفظ ولحم الهرم والعجف ردىء وكذلك لحم النعاج واجوده لحم الذكر الأسود منه فإنه اخف والذ وأنفع والخصى أنفع واجود والأحمر من الحيوان السمين اخف وأجود غذاء والجذع من المعز اقل تغذية ويطفو في المعدة وافضل اللحم عائذه بالعظم والأيمن اخف وأجود من الأيسر والمقدم افضل من المؤخر وكان أحب الشاة إلى رسول الله مقدمها وكل ما علا منه سوى الرأس كان أخف وأجود مما سفل واعطى الفرزدق رجلا يشترى له لحما وقال له خذ المقدم وإيام والراس والبطن فإن الداء فيهما

ولحم العنق جيد لذيذ سريع الهضم خفيف ولحم الذراع اخف اللحم والذه والطفه وابعده من الأذى واسرعه انهضاما وفي الصحيحين أنه كان يعجب رسول الله ولحم الظهر كثير الغذاء يولد دما محمودا وفي سنن ابن ماجة مرفوعا أطيب اللحم لحم الظهر فصل لحم المعز قليل الحرارة يابس وخلطه المتولد ليس بفاضل وليس بجيد الهضم ولا محمود الغذاء ولحم التيس ردىء مطلقا شديد اليبس عسر الهضم مولدا للخلط السوداوى قال الجاحظ قال لى فاضل من الأطباء يا ابا عثمان إياك ولحم المعز فانه يورق الغم ويحرك السوداء ويورث النسيان ويفسد الدم وهو والله يخبل الأولاد وقال بعض الطباء انما المذموم منه المسن ولا سيما للمسنين ولا رداءة فيه لمن اعتاده وجالينوس جعل الحولى منه ومن الأغذية المعتدلة المعدلة للكيموس المحمود وإناثه أنفع من ذكوره وقد روى النسائى في سننه عن النبى أحسنوا إلى الماعز واميطوا عنها الاذى فانها من دواب الجنة وفي ثبوت هذا الحديث نظر وحكم الأطباء عليه بالمضرة حكم جزئى ليس بكلى عام وهو بحسب المعدة الضعيفة والأمزجة الضعيفة التى لم تعتده واعتادت المأكولات اللطيفة وهؤلاء أهل الرفاهية من أهل المدن وهو القليلون من الناس لحم الجدى قريب إلى الاعتدال خاصة ما دام رضيعا ولم يكن قريب العهد بالولادة وهو أسرع هضما لما فيه من قوة اللبن ملين للطبع موافق لأكثر الناس في

أكثر الاحوال وهو ألطف من لحم الجمل والدم المتولد عنه معتدل لحم البقر بارد يابس عسر الانهضام بطىء الانحدار يولد دما سوداويا لا يصلح إلا لأهل الكد والتعب الشديد يورث إدمانه الأمراض السوداوية كالبهق والجرب والقوب والجذام وداء الفيل والسرطان والوسواس وحمى الربع وكثير من الاورام وهذا لمن لم يعتده اول لم يدفع ضرره بالفلفل والثوم والدار صينى والزنجبيل ونحوه وذكره اقل من برودة وانثاه اقل يبسا ولحم العجل ولا سيما السمين من أعدل الأغذية وأطيبها وألذها وأحمدها وهو حار رطب واذا انهضم غذى غذاء قويا لحم الفرس ثبت في الصحيح عن أسماء رضى الله عنها قالت نحرنا فرسا فأكلناه على عهد رسول الله وثبت عنه انه أذن في لحوم الخيل ونهى عن لحوم الحمر أخرجاه في الصحيحين ولا يثبت عنه حديث المقدام بن معد بن يكرب رضى الله عنه أنه نهى عنه قاله ابو داود وغيره من أهل الحديث واقترانه بالبغال والحمير في القرآن لا يدل على أن حكم لحمه حكم لحومها بوجه من الوجوه كما لا يدل على أن حكمها في السهم في الغنيمة حكم الفرس والله سبحانه وتعالى يقرن الذكر بين المتماثلات تارة وبين المختلفات وبين المتضادات وليس في قوله لتركبوها ما يمنع من أكلها كما ليس فيه ما يمنع من غير الركوب من وجوه الانتفاع وانما نص على أجل منافعها وهو الركوب والحديثان في حلها صحيحان لا معارض لهما وبعد فلحمها حار يابس غليظ سوداوى مضر لا يصلح للأبدان اللطيفة لحم الجمل فرق ما بين الرافضة واهل السنة كما أنه أحد الفروق بين اليهود وأهل الاسلام فاليهود والرفضة تذمه ولا تأكله وقد علم بالاضطرار من دين الاسلام حله وطالما اكله رسول الله واصحابه حضرا وسفرا

ولحم الفصيل منه من ألذ اللحوم وأطيبها وأقواها غذاء وهو لمن اعتاده بمنزلة لحم الضأن لا يضرهم البتة ولا يولد لهم داء وانما ذمه بعض الأطباء بالنسبة إلى أهل الرفاهية من أهل الحضر الذين لم يعتادوه فان فيه حرارة ويبسا وتوليدا للسوداء وهو عسر الهضم وفيه قوة غير محمودة لأجلها أمر النبى بالوضوء من أكله في حديثين صحيحين لا معارض لهما ولا يصح تأويلهما بغسل اليدين لانه خلاف المعهود من الوضوء في كلامه لتفريقه بينه وبين لحم الغنم فخير بين الوضوء وتركه منها وحتم الوضوء من لحوم الابل ولو حمل الوضوء على غسل اليد فقط لحمل على ذلك قوله من مس فرجه فليوضأ وأيضا فان آكلها قدلا يباشر أكلها بيده بان يوضع في فمه فان كان وضوءه غسل يده فهو عبث وحمل لكلام الشارع على غير معهوده وعرفه ولا يصح معارضته بحديث كان آخر الأمرين من رسول الله ترك الوضوء مما مست النار لعدة أوجه أحدهما أن هذا عام والأمر بالوضوء منها خاص الثانى أن الجهة مختلفة فالأمر بالوضوء منها كونها لحم ابل سواء كان نيئا أو مطبوخا أو قديدا ولا تأثير للنار في الوضوء واما ترك الوضوء مما مست النار ففيه بيان ان مس النار ليس بسبب للوضوء فاين احدهما من الآخر هذا فيه اثبات سبب الوضوء وهو كونه لحم ابل وهذا فيه نفى لسبب الوضوء وهو كونه ممسوس النار فلا تعارض بينهما بوجه الثالث ان هذا ليس فيه حكاية لفظ عام عن صاحب الشرع وانما هو اخبار عن واقعة فعل في امرين احدهما متقدم على الآخر كما جاء ذلك مبينا في نفس الحديث أنهم قربوا الى رسول الله لحما فاكل ثم حضرت الصلاة فتوضأ وصلى ثم قربوه

إليه فاكل ثم صلى ولم يتوضا فكان آخر الامرين منه ترك الوضوء مما مست النار هكذا جاء الحديث فاختصره الراوى لمكان الاستدلال فاين في هذا ما يصلح لنسخ الامر بالوضوء منه حتى لو كان لفظا عاما متاخرا مقاوما لم يصلح للنسخ ووجب تقديم الخاص عليه وهذا في غاية الظهور لحم الضب تقدم الحديث في حله ولحمه حار يابس يقوى شهوة الجماع لحم الغزال الغزال اصلح الصيد واحمده لحما وهو حار يابس وقيل معتدل جدا نافع للابدان المعتدلة الصحيحة وجيدة الخشف لحم الظبي حار يابس في الاولى مجفف للبدن صالح للابدان الرطبة قال صاحب القانون وافضل لحوم الوحوش لحم الظبي مع ميله إلى السوداوية لحم الارنب ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال أنفجنا ارنبا فسعوا في طلبها فاخذوها فبعث أبو طلحة بوركها إلى رسول الله فقبله لحم الأرنب معتدل إلى الحرارة واليبوسة واطيبها وركها وأحمد لحمها ما اكل مشويا وهو يعقل البطن ويدر البول ويفتت الحصى واكل رؤوسها ينفع من الرعشة لحم حمار الوحش ثبت في الصحيحين من حديث ابى قتادة رضى الله عنه أنهم كانوا مع رسول الله في بعض عمرة وانه صاد حمار وحش فأمرهم النبى باكله وكانوا محرمين ولم يكن ابو قتادة محرما وفي سنن ابن ماجه عن جابر قال أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ولحمه حار يابس كثير التغذية مولد دما غليظا سوداويا الا ان شحمه نافع

مع دهن القسط لوجع الضرس والريح الغليظة المرخية للكلى وشحمه جيد للكلف طلاء وبالجملة فلحوم الوحش كلها تولد دما غليظا سوداويا واحمده الغزال وبعده الأرنب لحوم الأجنة غير محمودة لاحتقان الدم فيها وليست بحرام لقوله ذكاة الجنين ذكاة أمه ومنع أهل العراق اكله إلا أن يدركه حيا فيذكيه وأولوا الحديث على ان المراد به ان ذكانه كذكاة امه وقالوا فهو حجة على التحريم وهذا فاسد فان أول الحديث أنهم سألوا رسول الله فقالوا يا رسول الله نذبح الشاة فنجد في بطنها جنينا افناكله فقال كلوه ان شئتم فان ذكاته ذكاة امه وأيضا فالقياس يقتضى حله فانه ما دام حملا فهو جزء من أجزاء الأم فذكاتها ذكاة لجميع أجزائها وهذا هو الذى اشار اليه صاحب الشرع بقوله ذكاته ذكاة امه كما يكون ذكاتها ذكاة سائر أجزائها فلو لم تات السنة الصريحة بأكله لكان القياس الصحيح يقتضى حله وبالله التوفيق لحم القديد وفي السنن من حديث بلال رضى الله عنه قال ذبحت لرسول الله شاة ونحن مسافرون فقال أصلح لحمها فلم ازل اطعمه منه الى المدينة القديد انفع من المكسود ويقوى الابدان ويحدث حكة ودفع ضرره بالابازير الباردة الرطبة ويصلح الأمزجة الحارة والمكسود حار يابس مجفف جيده من السمين الرطب يضر بالقولنج ودفع مضرته طبخه باللبن والدهن ويصلح للمزاج الحار الرطب

فصل في لحوم الطير قال الله تعالى ولحم طير مما يشتهون وفي مسند البزار وغيره مرفوعا انك لتنظر الى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر مشويا بين يديك ومنه حلال ومنه حرام فالحرام ذو المخلب كالصقر والبازى والشاهين وما ياكل الجيف كالنسر والرخم واللقلق والعقعق والغراب الأبقع والأسود الكبير وما نهى عن قتله كالهدهد والصرد وما أمر بقتله كالحدأة والغراب والحلال أصناف كثيرة فمنه الدجاج ففي الصحيحين من حديث أبى موسى رضى الله عنه أن النبى أكل لحم الدجاج وهو حار رطب في الاولى خفيف على المعدة سريع الهضم جيد الخلط يزيد في الدماغ والمنى ويصفى الصوت ويحسن اللون ويقوى العقل ويولد دما جيدا وهو مائل الى الرطوبة ويقال ان مداومة اكله تورث النقرس ولا يثبت ذلك ولحم الديك اسخن مزاجا واقل رطوبة والعتق منه دواء ينفع القولنج والربو والرياح الغليظة اذا طبخ بماء القرطم والقرفة والشبت وخصيها محمودة الغذاء سريعة الانهضام والفراريج سريعة الهضم ملينة للطبع والدم المتولد منها دم لطيف جيد لحم الدراج حار يابس في الثانية خفيف لطيف سريع الانهضام مولد للدم المعتدل والاكثار منه يحد البصر لحم الحجل والقبج يولد الدم الجيد سريع الانهضام لحم الإوز حار يابس ردىء الغذاء إذا اعتيد وليس بكثير الفضول لحم البط حار رطب كثير الفضول عسر الانهضام غير موافق للمعدة

لحم الحبارى في السنن من حديث برية بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال أكلت مع رسول الله لحم الحبارى وهو حار يابس عسر الانهضام نافع لاصحاب الرياضة والتعب لحم الكركى يابس خفيف وفى حره وبرده خلاف يولد دما سوداويا ويصلح لأصحاب الكد والتعب وينبغى أن يترك بعد ذبحه يوما أو يومين ثم يؤكل لحم العصافير والقنابر روى النسائى في سننه من حديث عبدالله بن عمر رضى الله عنه أن النبى قال ما من انسان يقتل عصفورا فما فوقه بغير حقه إلا سأله عز وجل قيل يا رسول الله وما حقه قال تذبحه فتأكله ولا تقطع راسه وترمى به وفي سننه أيضا عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال سمعت رسول الله يقول من قتل عصفورا عبثا عج الى الله يقول يا رب ان فلانا قتلنى عبثا ولم يقتلنى لمنفعة ولحمه حار يابس عاقل للطبيعة يزيد في الباه ومرقه يلين الطبع وينفع المفاصل واذا اكلت ادمغتها بالزنجبيل والبصل هيجت شهوة الجماع وخلطها غير محمود لحم الحمام حار رطب وحشيه أقل رطوبة وفراخه أرطب وخاصة ما ربى في الدور وناهضة أخف لحما واحمد غذاء ولحم ذكورها شفاء من الاسترخاء والخدر والسكتة والرعشة وكذلك شم رائحة أنفاسها واكل فراخها معين على النساء وهو جيد للكلى يزيد في الدم وقد روى فيها حديث باطل لا اصل له عن رسول الله ان رجلا شكا اليه

الوحدة فقال اتخذ زوجا من الحمام وأجود من هذا الحديث انه راى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانة وكان عثمان بن عفان رضى الله عنه في خطبته يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام لحم القطا يابس يولد السوداء ويحبس الطبع وهو من شر الغذاء إلا أنه ينفع من الاستسقاء لحم السمانى حار يابس ينفع المفاصل ويضر بالكبد الحار ودفع مضرته بالخل والكسبرة وينبغى ان يجتنب من لحوم الطير ما كان في الاجام والمواضع العفنة ولحوم الطير كلها أسرع انهضاما من المواشى واسرعها انهضاما اقلها غذاء وهى الرقاب والاجنحة وأدمغتها احمد من ادمغة المواشى الجراد في الصحيحين عن عبدالله بن ابى اوفى قال غزونا مع رسول الله سبع غزوات نأكل الجراد وفي المسند عنه أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد والكبد والطحال يروى مرفوعا وموقوفا على ابن عمر رضى الله عنه وهو حار يابس قليل الغذاء وإدامه اكله تورث الهزال وإذا تبخر به نفع من تقطير البول وعسره وخصوصا للنساء ويتبخر به للبواسير وسمانه التى لا أجنحة لها تشوى وتؤكل للسع العقرب وهو ضار لصحاب الصرع ردىء الخلط وفي اباحه ميته بلا سبب قولان فالجمهور على حله وحرمه مالك ولا خلاف في اباحة ميته اذا مات بسبب كالكبس والتحريق ونحوه

فصل وينبغى أن لا يداوم على أكل اللحم فانه يورث الأمراض الدموية والامتلائية والحميات الحادة وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه إياكم واللحم فان له ضراوة كضراوة الخمر وان الله يبغض اهل البيت اللحمين وذكره مالك في الموطأ عنه وقال أبقراط لا تجعلوا أجوافكم مقبرة للحيوان فصل لبن قال الله تعالى وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين وقال في الجنة فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعهمه وفي السنن مرفوعا من أطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه ومن سقاه الله لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فانى لا أعلم ما يجزى من الطعام والشراب الا اللبن اللبن وان كان بسيطا في الحس الا أنه مركب في اصل الخلقة تركيبا طبيعيا من جواهر ثلاثة الجبنية والسمنية والمائية فالجبنية باردة رطبة مغذية للبدن والسمنية معتدلة في الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الانسانى الصحيح كثيرة المنافع والمائية حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن واللبن على الاطلاق ابرد وأرطب من المعتدل وقيل قوته عند حلبه الحرارة والرطوبة وقيل معتدل في الحرارة والبرودة واجود ما يكون اللبن حين يحلب ثم لا يزال تنقص جودته على ممر الساعات

فيكون حين يحلب اقل برودة وأكثر رطوبة والحامض بالعكس ويختار اللبن بعد الولادة باربعين يوما واجوده ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذ طعمه وكان فيه حلاوة يسيرة ودسومة معتدلة واعتدل قوامه في الرقة والغلظة وحلب من حيوان فتى صحيح معتدل اللحم محمود المرعى والمشرب وهو محمود يولد دما جيدا ويرطب البدن اليابس ويغذو غذاء حسنا وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية وإذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنة من الأخلاط العفنة وشربه مع السكر يحسن اللون جدا والحليب يتدارك ضرر الجماع ويوافق الصدر والرئة جيد لاصحاب السل ردىء للراس والمعدة والكبد والطحال والاكثار منه مضر بالاسنان واللثة ولذلك ينبغى ان يتمضمض بعده بالماء وفي الصحيحين ان النبى شرب لبنا ثم دعا بماء فتمضمض وقال أن له دسما وهو ردىء للمحمومين واصحاب الصداع مؤذ للدماغ والراس الضعيف والمداومة عليه تحدث ظلمة البصر والغشاء ووجع المفاصل وسدة الكبد والنفخ في المعدة والآحشاء واصلاحه بالعسل والزنجبيل المربى ونحوه وهذا كله لمن لم يعتده لبن الطأن أغلظ الالبان وارطبها وفيه من الدسومة والزهومة ما ليس في لبن الماعز والبقر ويولد فضولا بلغمية ويحدث في الجلد بياضا واذا ادمن استعماله ولذلك ينبغى ان يشرب هذا اللبن بالماء ليكون ما نال البدن منه أقل وتسكينه للعطش أسرع وتبريده للبدن أكثر لبن المعز لطيف معتدل مطلق للبطن مرطب للبدن اليابس نافع من قروح الحلق والسعال اليابس ونفث الدم

واللبن المطلق أنفع المشروبات للبدن الانسانى لما اجتمع فيه من التغذية والدموية ولاعتياده حال الطفولية وموافقته للفطرة الأصلية وفي الصحيحين أن رسول الله اتى ليلة أسرى به بقدح من خمر وقدح من لبن فنظر إليهما ثم أخذ اللبن فقال جبرائيل عليه السلام الحمد لله الذى أهداك للفطرة لو اخذت الخمر غوت أمتك والحامض منه بطىء الاستمراء خام الخلط والمعدة الحارة تهضمه وتنتفع به لبن البقر يغذو البدن ويخصبه ويطلق البطن باعتدال وهو من أعدل الالبان وأفضلها بين لبن الضأن ولبن المعز في الرقة والغلظ والدسم وفي السنن من حديث عبدالله بن مسعود يرفعه عليكم بألبان البقر فانها ترتم من كل الشجر لبن الابل تقدم ذكره في أول الفصل وذكر منافعه فلا حاجه لاعادته لبان هو الكندر وقد ورد فيه عن النبى بخروا بيوتكم باللبان والصعتر ولا يصح عنه ولكن يروى عن على أنه قال لرجل شكا إليه النسيان عليك باللبان فانه يشجع القلب ويذهب بالنسيان ويذكر عن ابن عباس رضى الله عنهما ان شربه مع السكر على الريق جيد للبول والنسيان ويذكر عن أنس رضى الله عنه أنه شكا إليه رجل النسيان فقال عليك بالكندر وانقعه من الليل فإذا اصبحت

فخذ منه شربة على الريق فإنه جيد للنسيان ولهذا سبب طبيعى ظاهر فان النسيان اذا كان لسوء مزاج بارد رطب يغلب على الدماغ فلا يحفظ ما ينطبع فيه نفع منه اللبان واما اذا كان النسيان لغلبة شىء عارض امكن زواله سريعا بالمرطبات والفرق بينهما أن اليبوسى يتبعه سهر وحفظ للامور الماضية دون الحالية والرطوبي بالعكس وقد يحدث النسيان أشياء بالخاصية كحجامة نقرة القفا وادمان اكل الكسبرة الرطبة والتفاح الحامض وكثرة الهم والغم والنظر في الماء الواقف والبول فيه والنظر الى المصلوب والاكثار من قراءة الواح القبور والمشى بين جملين مقطورين والقاء القمل في الحياض واكل سؤر الفار واكثر هذا معروف بالتجربة والمقصود ان اللبان مسخن في الدرجة الثانية ومجفف فى الاولى وفيه قبص يسير وهو كثير المنافع قليل المضار فمن منافعه أنه ينفع من قذف الدم ونزفه ووجع المعدة واستطلاق البطن ويهضم الطعام ويطرد الرياح ويجلو قروح العين وينبت اللحم في سائر القروح ويقوى المعدة الضعيفة ويسخنها ويجفف البلغم وينشف رطوبات الصدر ويجلو ظلمة البصر ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار واذا مضغ وحده او مع الصعتر الفارسى جلب البلغم ونفع من اعتقال اللسان ويزيد في الذهن ويذكيه وان بخر به نفع من الوباء وطيب رائحة الهواء

No comments: