Saturday, August 30, 2008

والحب والشجاعة والاحسان


والحب والشجاعة والاحسان فلا تزال ترتاض بذلك شيئا فشيئا حتى تصير لها هذه الصفات هيآت راسخة وملكات ثابته وأنت اذا تأملت هديه في ذلك وجدته أكمل هدى حافظ للصحة والقوى ونافع في المعاش والمعاد ولا ريب أن الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن واذابة أخلاطه وفضلاته ما هو انفع شىء له سوى ما فيها من حفظ صحة الايمان وسعادة الدنيا والآخرة وكذلك قيام الليل من أنفع اسباب حفظ الصحة ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة ومن أنشط شىء للبدن والروح والقلب كما في الصحيحين عن النبى أنه قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم اذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فان هو استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فان توضأ انحلت عقدة ثانية فان صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وألا اصبح خبيث النفس كسلان وفي الصوم الشرعى من أسباب حفظ الصحة ورياضة البدن والنفس مالا يدفعه صحيح الفطرة واما الجهاد وما فيه من الحركات الكلية التى هى من أعظم أسباب القوة وحفظ الصحة وصلابة القلب والبدن ودفع فضلاتهمها وزوال الهم والغم والحزن فأمر انما يعرفه من له منه نصيب وكذلك الحج وفعل المناسك وكذلك المسابقة على الخيل بالنصال والمشى في الحوائج والى الاخوان وقضاء حقوقهم وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم والمشى الى المساجد للجميعات والجماعات وحركة الوضوء والاغتسال وغير ذلك وهذا اقل ما فيه الرياضة المعينة على حفظ الصحة ودفع الفضلات وامام شرع به من التوصل به الى خيرات الدنيا والآخرة ودفع شرورهما فأمر وراء ذلك فعلمت ان هديه فوق كل هدى في طب الأبدان والقلوب وحفظ صحتهما ودفع

أسقامها ولا مزيد على ذلك لمن قد احضر رشده وبالله التوفيق فصل واما الجماع والباه فكان هديه فيه اكمل هدى وتحفظ به الصحة ويتم به اللذة وسرور النفس ويحصل به مقاصده التى وضع من أجلها فان الجماع وضع بالاصل لثلاثة امور هي مقاصده الأصلية أحدها حفظ النسل ودوام النوع الانسانى الى ان تتكامل العدة التى قدر الله بروزها الى هذا العالم الثانى اخراج الماء الذى يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن الثالث قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة وهذه وحدها هى الفائدة التى في الجنة اذ لا تناسل هناك ولا احتقان يستفرغه الانزال وفضلاء الاطباء يرون ان الجماع من احمد اسباب حفظ الصحة قال جالينوس الغالب على جوهر المنى النار والهواء ومزاجه حار رطب لان كونه من الدم الصافى الذى تغتذى به الاعضاء الأصلية واذا ثبت فضل المنى فأعلم انه لا ينبغى اخراجه إلا في طلب النسل أو اخراجد المحتقن منه فانه اذا دام احتقانه احدث امراضا رديئة منها الوسواس والجنون والصرع وغير ذلك وقد يبرىء استعماله من هذه الامراض كثيرا فانه اذا طال احتباسه فسد واستحال الى كيفية سمية توجب امراضا رديئة كما ذكرنا ولذلك تدفعه الطبيعة اذا كثر عندها من غير جماع وقال بعض السلف ينبغى للرجل ان يتعاهد من نفسه ثلاثا ينبغى ان لا يدع المشى فان احتاج اليه يوما قدر عليه وينبغى الا يدع الاكل فان امعاءه تضيق وينبغى الا يدع الجماع فان البئر اذا لم تنزح ذهب ماؤها

وقال محمد بن زكريا من ترك الجماع مدة طويلة ضعفت قوى اعصابه واستد مجاريها وتقلص ذكره قال ورأيت جماعة تركوه لنوع من التقشف فبردت ابدانهم وعسرت حركتهم ووقعت عليهم كآبة بلا سبب وقلت شهواتهم وهضمهم انتهى ومن منافعه غض البصر وكف النفس والقدرة على العفة عن الحرام وتحصيل ذلك للمرأة فهو ينفع نفسه في دنياه وأخراه وينفع المرأة ولذلك كان النبى يتعاهده ويحبه ويقول حبب الى من دنياكم النساء والطيب وفي كتاب الزاهد احمد بن حنبل في هذا الحديث زيادة لطيفة وهى اصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن وحث على تزويج امته فقال تزوجوا فانى مكاثر بكم الامم وقال ابن عباس خير هذه الامة اكثرها نساء وقال انى اتزوج النساء وآكل اللحم وأنام وأقوم وأصوم وأفطر فمن رغب عن سنتى فليس منى وقال يا معشر الشباب من استطاع منك الباء فاليتزوج فانه اغض للبصر واحفظ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء ولما تزوج جابر ثيبا قال له هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وروى ابن ماجه في سننه من حديث انس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله من أراد ان يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر وفي سننه أيضا من حديث ابن عباس يرفعه قال لم نر للمتحابين مثل النكاح

No comments: