Sunday, August 31, 2008

حرف النون


من الأدوية والأغذية المفردة التى جاءت على لسانه مرتبة على حروف المعجم حرف النون
نخل مذكور في القرآن في غير موضع وفي الصحيحين وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال بينا نحن عند رسول الله جلوس اذ اتى بجمار نخلة فقال النبى ان من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم لا يسقط ورقها أخبرونى ما هى فوقع الناس في شجر البوادى فوقع في نفسى أنها النخلة فأردت أن أقول هى النخلة ثم نظرت فإذا انا اصغر القوم سنا فسكت فقال رسول الله هى النخلة فذكرت ذلك لعمر فقال لأن تكون قلتها أحب إلى من كذا وكذا

 


ففى هذا الحديث إلقاء العالم المسائل على أصحابه وتمرينهم واختبار ما عندهم وفيه ضرب الأمثال والتشبيه وفيه ما كان عليه الصحابة من الحياء من اكابرهم وإجلائهم وإمساكهم عن الكلام بين أيديهم وفيه فرح الرجل بإصابة ولده وتوفيقه للصواب وفيه أنه لا يكره للولد ان يجيب بما عرف بحضرة ابيه وان لم يعرفه الأب وليس في ذلك اساءة أدب عليه وفيه ما تضمنه تشبيه المسلم بالنخلة من كثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام وثمرها يؤكل رطبا يابسا وبلحا ويانعا وهو غذاء ودواء وقوت وحلوى وشراب وفاكهة وجذوعها للبناء والآلات والأوانى ويتخذ من خواصها الحصر والمكاتل والاوانى والمراوح وغير ذلك ومن ليفها الحبال والحشايا وغيرها ثم آخر شىء نواها علف للابل ويدخل في الادوية والاكحال ثم جمال ثمرتها ونباتها وحسن هيأتها وبهجة منظرها وحسن نضد ثمرها وصنعته وبهجته ومسرة النفوس عند رؤيته فرؤيتها مذكرة لفاطرها وخالقها وبديع صنعته وكمال قدرته وتمام حكمته ولا شىء اشبه بها من الرجل المؤمن اذ هو خير كله ونفع ظاهر وباطن وهى الشجرة التى حن جذعها الى رسو الله لما فارقه شوقا الى قربه وسماع كلامه وهى التى نزلت تحتها مريم لما ولدت عيسى وقد ورد في حديث في اسناده نظر أكرموا عمتكم النخلة فانها خلقت من الطين الذى خلق منه آدم

وقد اختلف الناس في تفضيلها على الحبلة أو بالعكس على قولين وقد قرن الله بينهما في كتابه في غير موضع وما اقرب أحدهما من صاحبه وان كان كل واحد منهما في محل سلطانه ومنبته والأرض التى توافقه أفضل وانفع نرجس فيه حديث لا يصح عليكم شم النرجس فان في القلب حبة الجنون والجذام والبرص لا يقطعها الا شم النرجس وهو حار يابس في الثانية واصله يدمل القروح الغائرة الى العصب وله قوة غسالة جالبة جابذة وأذا طبخ وشرب ماؤه أو اكل مسلوقا هيج القىء وجذب الرطوبة من قعر المعدة واذا طبخ مع الكرسنة والعسل نقى أوساخ القروح وفجر الدبيلات العسرة النضج وزهرة معتدل الحرارة لطيف ينفع الزكام البارد وفيه تحليل قوى ويفتح سدد الدماغ والمنخرين وينفع من الصداع الرطب والسوداوي ويصدع الرؤوس الحارة والمحرق منه اذا شق بصله صليبا وغرس صار مضاعفا ومن ادمن شمه في الشتاء أمن من البرسام في الصيف وينفع من أوجاع الرأس الكائنة من البلغم والمرة السوداء وفيه من العطرية ما يقوى القلب والدماغ وينفع من كثير من أمراضها وقال صاحب التيسير شمه يذهب بصرع الصبيان نورة وروى ابن ماجه من حديث أم سلمة رضى الله عنها ان النبى كان اذا طلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة وسائر جسده وقد ورد فيها عدة احاديث هذا أمثلها

وقد قيل ان أول من دخل الحمام وصنعت له النورة سليمان بن داود وأصلها كلس جزآن وزرنيخ جزء يخلطان بالماء ويتركان في الشمس او الحمام بقدر ما ينضج وتشتد زرقته ثم يطلى به ويجلس ساعة ريثما يعمل ولا يمس بماء ثم يغسل ويطلى مكانها بالحناء لاذهاب ناريتها نبق ذكر ابو نعيم في كتابه الطب النبوى مرفوعا ان آدم لما هبط الى الأرض وكان أول شىء أكل من ثمارها النبق وقد ذكر النبى النبق في الحديث المتفق على صحته أنه رأى سدرة المنتهى ليلة اسرى به واذا نبقها مثل قلال هجر والنبق ثمر شجر السدر ويعقل الطبيعة وينفع من الاسهال ويدبغ المعدة ويسكن الصفراء ويغذو البدن ويشهى الطعام ويولد بلغما وينفع الذرب الصفراوى وهو بطىء الهضم وسويقه يقوى الحشا وهو يصلح الأمزجة الصفراوية وتدفع مضرته بالشهد واختلف فيه هل هو رطب أو يابس على قولين والصحيح أن رطبه بارد رطب ويابسه بارد يابس

No comments: