Sunday, August 31, 2008

حرف الكاف


من الأدوية والأغذية المفردة التى جاءت على لسانه مرتبة على حروف المعجم حرف الكاف

كتاب للحمى قال المروزى بلغ أبا عبدالله أنى حممت فكتب لى من الحمى رقعة فيها بسم الله الرحمن الرحيم باسم الله وبالله ومحمد رسول الله قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين اللهم رب جبرئيل ومكائيل وإسرافيل أشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك إله الخلق آمين قال المروزى وقرىء على أبى عبدالله وانا أسمع حدثنا أبو المنذر عمرو بن مجمع حدثنا يونس بن حبان قال سألت ابا جعفر محمد بن على أن أعلق التعويذة قال إن كان من كتاب الله أو كلام عن نبى الله فعلقه واستشف به ما استطعت كنت أكتب هذه من حمى الربع باسم الله وبالله ومحمد رسول الله إلى آخره قال أى نعم

وذكر الإمام أحمد بن حنبل عن عائشة رضى الله عنها وغيرها أنهم سهلوا في ذلك قال حرب ولم يشدد فيه أحمد بن حنبل قال أحمد وكان ابن مسعود يكرهه كراهة شديدة جدا وقال أحمد وقد سئل عن التمائم تعلق بعد نزول البلاء قال أرجو أن لا يكون به بأس قال الخلال وحدثنا عبدالله بن أحمد قال رايت أبى يكتب التعويذ الذي يفزع وللحمى بعد وقوع البلاء كتاب لعسر الولادة قال الخلال حدثنى عبدالله بن أحمد قال رايت أبى يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام ابيض أو شىء نظيف يكتب حديث ابن عباس رضى الله عنهما لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد الله رب العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون قال الخلال أنبأنا أبو بكر المروزى أن أبا عبدالله جاءه رجل فقال يا ابا عبدالله تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين فقال قال له يجىء بجام واسع وزعفران ورأيته يكتب لغير واحد ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال مر عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم على بقرة وقد اعترض ولدها في بطنها فقالت يا كلمة الله ادع الله لى أن يخلصنى مما أنا فيه فقال يا خالق النفس من النفس ويا مخلص النفس من النفس ويا مخرج النفس من النفس خلصها قال فرمت بولدها فاذا هى قائمة تشمه قال فإذا عسر على المرأة ولدها فاكتبه لها وكل ما تقدم في الرقى فان كتابته نافعة ورخص جماعة من السلف في كتابه

بعض القرآن وشربه وجعل ذلك من الشفاء الذى جعل الله فيه كتاب آخر لذلك يكتب في إناء نظيف إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت والقت ما فيها وتخلت وتشرب منه الحامل ويرش على بطنها كتاب للرعاف كان شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يكتب على جبهته وقيل يا ارضى ابلعى ماءك ويا سماء أقلعى وغيض الماء وقضى الأمر وسمعته يقول كتبتها لغير واحد فبرأ فقال ولا يجوز كتابتها بدم الراعف كما يفعل الجهال فان الدم نجس فلا يجوز أن يكتب كلام الله تعالى به كتاب أخر له خرج موسى عليه السلام برداء فوجد منبعا فسده بردائه يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب كتاب أخر للحزاز يكتب عليه فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت بحول الله وقوته كتاب آخر له عند اصفرار الشمس يكتب عليه يا ايها الذين أمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم كتاب آخر للحمى المثلثة يكتب على ثلاث ورقات لطاف باسم الله فرت باسم الله مرت باسم الله قلت وياخذ كل يوم ورقة ويجعلها في فمه ويبتلعها مع الماء كتاب آخر لعرق النسا بسم الله الرحمن الرحين اللهم رب كل شىء ومليك

كل شىء وخالق كل شىء أنت خلقتنى وأنت خلقت عرق النسا فى فلا تسلطه على باذى ولا تسلطنى عليه بقطع واشفنى شفاء لا يغادر سقما ولا شافى إلا أنت كتاب للعرق اضارب وروى الترمذى في جامعه من حديث ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله كان يعلمهم من الحمى ومن الأوجاع كلها أن يقول باسم الله كبيرا واعوذ بالله العظيم من شر عرق نعار ومن شر حر النار كتاب لوجع الضرس يكتب على الخد الذى على الوجع بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الذى أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والفئدة قليلا ما تشكرون وان شاء كتب وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم كتاب الخراج يكتب عليه ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا كمأة ثبت عن النبى انه قال المكأة من المن وماؤها شفاء للعين أخرجاه في الصحيحين قال ابن الأعرابى الكمأة جمع واحده كمء وهذا خلاف قياس العربية فإن ما بينه وبين واحده التاء فالواحد منه بالتاء وإذا حذفت كان للجمع وهل هو جمع أو اسم جمع على قولين مشهورين قالوا لم يخرج عن هذا إلا حرفان كماة وكمء وخبأة وخبء وقال غير ابن الأعرابى بل هي على القياس الكمأة للواحد والكمء للكثير وقال غيرهما الكمأة تكون واحدا وجميعا واحتج أصحاب القول الأول بانهم قد جمعوا كمأ على اكمؤ قال الشاعر

وقد جنيتك اكمؤا وعساقلاولقد نهيتك عن بنات الأوبر وهذا يدل على ان كمأ مفرد وكمأة جمع والكمأة تكون في الأرض مكن غير ان تزرع وسميت كمأة لاستتارها ومنه كمأ الشهادة إذا سترها واخفاها والكمأة مختفية تحت الأرض ولا ورق لها ولا ساق ومادتها من جوهر أرضى بخارى محتقن في الأرض نحو سطحها يحتقن ببرد الشتاء وتنميه أمطار الربيع قتولد ويندفع نحو سطح الرض متجسدا ولذلك يقال لها جدرى الأرض وتشبيها بالجدرى في صورته ومادته لأن مادته رطوبة دموية تندفع عند سن الترعرع في الغالب وفى ابتداء استيلاء الحرارة ونماء القوة وهى مما يوجد في الربيع ويؤكل نيئا ومطبوخا وتسميها العرب نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته وتنفطر عنها الأرض وهى من أطعمة أهل البوادى وتكثر بأرض العرب واجودها ما كانت أرضها رملية قليلة الماء وهى اصناف منها صنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة يحدث لأجله الاختناق وهى باردة رطبة في الدرجة الثالثة رديئة للمعدة بطيئة الهضم وإذا ادمنت أورثت القولونج والسكتة والفالج ووجع المعدة وعسر البول والرطبة اقل ضررا من اليابسة ومن أكلها فيدفها في الطين الرطب ويسلقها بالماء والملح والصعتر ويأكلها بالزيت والتوابل الحارة لأن جوهرها ارضى غليظ وغذاءها ردىء لكن فيها جوهر مائى لطيف يدل على خفتها والاكتحال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار

وقد اعترف فضلاء الأطباء بأن ماءها يجلو العين وممن ذكره المسيحى وصاحب القانون وغيرهما وقوله الكمأة من المن فيه قولان احدهما أن المن الذى أنزل على بنى اسرائيل لم يكن هذا الحلو فقط بل أشياء كثيرة من الله عليهم بها من النبات الذى يوجد عفوا من غير صنعة ولا علاج ولا حرث فإن المن مصدر بمعنى مفعول أى ممنون به فكل ما رزقه الله العبد عفوا بغير كسب منه ولا علاج فهو من الله تعالى عليه لأنه لم يشبه كسب العبد ولم يكدره تعب العمل فهو من محض وإن كانت سائر نعمه منا منه على عبده فخص منها مالا كسب له فيه ولا صنع باسم المن فإنه من بلا واسطة العبد وجعل سبحانه قوتهم بالتيه الكمأة وهى تقوم مقام الخبز وجعل ادمهم السلوى وهو يقوم مقام اللحم وجعل حلواهم الطل الذى ينزل على الأشجار وهو يقوم لهم مقاتم الحلوى فكمل عيشهم وتامل قوله الكمأة من المن الذى أنزل الله على بنى اسرائيل فجعلها من جملته وفردا من أفراده واالترنجبين الذى يسقط على الأشجار نوع من المن ثم غلب استعمال المن عليه عرفا حادثا والقول الثانى أنه شبة الكأة بالمن المنزل من السماء لأنه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا زرع بزر ولا سقى فان قلت فاذا كان هذا شان الكمأة فما بال هذا الضرر فيها ومن أين اتاها ذلك فأعلم أن الله سبحانه أتقن كل شىء صنعه وأحسن كل شىء خلقه فهو عند مبدأ

خلقه برىء من الآفات والعلل تام المنفعة لما هيىء وخلق وإنما تعرض له الافات بعد ذلك بأمور اخرى من مجاورة أو امتزاج واختلاط أو أسباب اخر تقتضى فساده فلو ترك على خلقته الأصلية من غير تعلق اسباب الفساد به لم يفسد ومن له معرفة باحوال العلم ومبدئه ويعرف ان جميع الفساد في وجوه ونباته وحيوانه واحوال أهله حادث بعد خلقه باسباب اقتضت حدوثه ولم تزل اعمال بنى آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام والأمراض والسقام والطواعين والقحوط والجدوب وسلب بركات الأرض وثمارها ونباتها وسلب منافعها أو نقصانها وأمور متتابعة يتلو بعضها بعضا فان لم يتسع علمك لهذا فاكتف يقوله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدى الناس ونزل هذه الآية على أحوال العالم وطابق بين الواقع وبينها وأنت ترى كيف تحدث الافات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان وكيف يحدث من تلك الآفات آفات اخر متلازمة بعضها آخذ برقاب بعض وكلما احدث الناس ظلما وفجورا أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم وأهويتهم ومياههم وابدانهم وخلقهم وصورهم واشكالهم واخلفهم من النقص والآفات وما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم ولقد كانت الحبوب من الحنطة وغيرها أكبر مما هى اليوم كما كانت البركة فيها أعظم وقد روى الإمام أحمد بإسناده أنه وجد في خزائن بعض بنى امية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا كان ينبت ايام العدل وهذه القصة ذكرها في مسنده على اثر حديث رواه واكثر هذه الأمراض والافات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة ثم

بقيت منها مرصدة لمن بقيت عليه بقية من أعمالهم حكما قسطا وقضاء عدلا وقد أشار النبى إلى هذا بقوله في الطاعون أنه بقية رجز أو عذاب ارسل على بنى اسرائيل وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم عاد سبع ليال وثمانية ايام ثم ابقى في العالم منها بقية في تلك الأيام او في نظيرها عظة وعبرة وقد جعل الله سبحانه وتعالى أعمال البر الفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه فجعل من الاحسان والزكاة والصدقة سببا لمنع الغيث من السماء والقحط والجدب وجعل ظلم المساكين والبخس في المكاييل والموازين وتعدى القوى على الضعيف سببا لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا ولا يعطفون إن استعطفوا وهم في الحقيقة اعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس اعمالهم في قوالب وصور تناسبهم فتارة بقحط وجدب وترة بعدو وتارة بولاة جائرين وتارة بامراض عامة وتارة بهمومهم وآلآمهم وغموم تحصرها نفوسهم لا ينفكون عنها وتارة بمنع بركات السموات والأرض عنهم وتارة بتسليط الشياطين عليهم تؤزهم إلى أسباب العذاب أزا لتحق عليهم الكلمة وليصير كل منهم إلى ما خلق له والعاقل يسير بصيرته بين أقطار العالم فيشاهده وينظر مواقع عدل الله وحكمته وحينئذ يتبين له ان الرسل واتباعهم خاصة على سبيل النجاة سائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون وإلى دار البوار صائرون والله بالغ امره لا معقب لحكمه ولا راد لأمره وبالله التوفيق

فصل وقوله في الكمأة وماؤها شفاء للعين فيه ثلاثة اقوال احدها أن ماءها يخلط في الأدوية التى يعالج بها العين لا أنه يستعمل وحده وذكره ابو عبيدة الثانى انه يستعمل بحتا بعد شيها واستقطار مائها لأن النار تلطفه وتنضجه وتذيب فضلاته ورطوبته المؤذية ويبقى النافع الثالث ان المراد بمائها الماء الذى يحدث به من المطر وهو اول قطر ينزل إلى الأرض فتكون الإضافة إضافة اقتران لا اضافة جزء وذكر ابن الجوزى وهو أبعد الوجوه واضعفها وقيل إن استعمال ماؤها لتبريد ما فى العين فماؤها مجردا شفاء وإن كان لغير ذلك فمركب مع غيره وقال الغافقى ماء الكماة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به ويقوى أجفانها ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة ويدفع عنها نزول النوازل كباث وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبدالله رضى الله عنه قال كنا مع رسول الله نجنى الكباث فقال عليكم بالأسود منه فإنه اطيبه الكباث بفتح الكاف والباء الموحدة المخففة والثاء المثلثة ثمر الأراك وهو بأرض الحجاز وطبعه حار يابس ومنافعه كمنافع الأراك يقوى المعدة ويجيد الهضم ويجلو البلغم وينفع من اوجاع الظهر وكثير من الأدواء وقال ابن جلجل إذا شرب طبيخه أدر البول ونقى المثانة وقال ابن رضوان يقوى المعدة ويمسك الطبيعة

كتم روى البخارى في صحيحه عن عثمان بن عبدالله بن موهب قال دخلنا على أم سلمة رضى الله عنها فأخرجت إلينا شعرا من شعر رسول الله فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم وفي السننن الأربعة عن النبى أنه قال إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن أبا بكر رضى الله عنه اختضب بالحناء والكتم وفي سنن أبى داود عن ابن عباس رضى الله عنهما قال مر على النبى رجل قد خضب بالحناء فقال ما أحسن هذا فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال هذا احسن من هذا فمر آخر قد خضب بالصفرة وقال هذا أحسن من هذا كله قال الغافقى الكتم نبت ينبت بالسهول ورقه قريب من ورق الزيتون يعلو فوق القامة وله ثمر قدر حب الفلفل في داخله نوى إذا رضخ أسود وإذا استخرجت عصارة ورقه وشرب منها قدر اوقية قيأ قيئا شديدا وينفع من عضة الكلب واصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به وقال الكندى بزر الكتم إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وابرأها وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الوسمة وهى ورق النيل وهذا وهم فان الوسمة غير الكتم قال صاحب الصحاح الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به وقيل والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف يشبه ورق اللوبياء واكبر منه يؤتى به من الحجاز واليمن فان قيل قد ثبت في الصحيح عن أنس رضى الله عنه أنه قال لم يختضب النبى

قيل قد اجاب الإمام احمد بن حنبل عن هذا قال قد شهد به غير أنس بن مالك رضى الله عنه على النبى أنه خضب وليس من شهد بمنزلة من لم يشهد فاحمد اثبت خضاب النبى ومعه جماعة من المحدثين ومالك أنكره فان قيل قد ثبت في صحيح مسلم النهى عن الخضاب بالسواد في شأن أبى قحافة لما اتى به ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا فقال غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد والكتم يسود الشعر فالجواب من وجهين أحدهما أن النهى عن التسويد البحت فاما إذا اضيف إلى الحناء شىء أخر كالكتم ونحوه فلا بأس به فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة فانها تجعله اسود فاحما وهذا أصح الجوابين الجواب الثانى ان الخضاب بالسواد المنهى عنه خضاب التدليس كخضاب شعر الجارية والمرأة الكبيرة تغر الزوج والسيد بذلك وخضاب الشيخ يغر المرأة بذلك فأنه من الغش والخداع فأما اذا لم يتضمن تدليسا ولا خداعا فقد صح عن الحسن والحسين رضى الله عنهما أنهما كانا يخضبان بالسواد ذكر ذلك ابن جرير عنهما فى كتاب تهذيب الاثار وذكره عن عثمان بن عفان وعبدالله بن جعفر وسعد بن أبى وقاص وعقبة ابن عامر والمغيرة بن شعبة وجرير بن عبدالله وعمرو بن العاص رضى الله عنهم اجمعين وحكاه عن جماعة من التابعين منهم عمر بن عثمان وعلى بن عبدالله بن عباس وابو سلمة بن عبدالرحمن وعبدالرحمن بن الأسود وموسى بن طلحة والزهرى وايوب وإسماعيل بن معد يكرب رضى الله عنهم اجمعين وحكاه ابن الجوزى عن محارب بن دثار ويزيد وابن جريج وأبى يوسف وأبى إسحاق وابن أبى ليلى وزياد بن علاقة وغيلان بن جامع ونافع بن جبير وعمرو بن على المقدمى والقاسم بن سلام رضى الله عنهم اجمعين

كرم شجرة العنب وهى الحبلة ويكره تسميتها كرما لما روى مسلم في صحيحه عن النبى انه قال لا يقولن احدكم للعنب الكرم الكرم الرجل المسلم وفي رواية إنما الكرم قلب المؤمن وفي اخرى لا تقولوا الكرم وقولا العنب والحبلة وفي هذا معنيين أحدهما أن العرب كانت تسمى شجرة العنب الكرم لكثرة منافعها وخيرها فكره النبى تسميتها باسم يهيج النفوس على محبتها ومحبة ما يتخذ منها من المسكر وهو أم الخبائث فكره أن يسمى أصله بأحسن الأسماء واجمعها للخير والثانى أنه من باب قوله ليس الشديد بالصرعة وليس المسكين بالطواف أى انكم تسمون شجرة العنب كرما لكثرة منافعه وقلب المؤمن او الرجل المسلم اولى بهذا الاسم منه فإن المؤمن خير كله ونفع فهو من باب التنبيه والتعريف لما في قلب المؤمن من الخير والجود والايمان والنور والهدى والتقوى والصفات التى يستحق بها هذا الاسم اكثر من استحقاق الحبلة له وبعد فقوة الحبلة باردة يابسه وورقها وعلائقها وعروشها مبردة في آخر الدرجة الآولى وإذا دقت وضمد بها من الصداع سكنته ومن الأورام الحارة والتهاب المعدة وعصارة قضبانه إذا شربت سكنت القىء وعقلت البطن وكذلك إذا مضغت قلوبها الرطبة وعصارة ورقها تنفع من قروح الأمعاء ونفث الدم وقيئه ووجع المعدة ودمعة شجره الذي يحمل على القضبان كالصمغ إذا شربت اخرجت الحصاة وإذا لطخ بها أبرات القوب والجرب المتقرح وغيره وينبغى غسل العضو قبل

استعمالها بالماء والنظرون وإذا تمسح بها مع الزيت حلقت الشعر ورماد قضبانه إذا تضمد به مع الخل ودهن الورد والسذاب نفع من الورم العارض في الطحال وقوة دهن زهرة الكرم قابضة شبيهة بقوة دهن الورد ومنافعها كثيرة قريبة من منافع النخلة كرفس روى في حديث لا يصح عن رسول الله انه قال من أكله ثم نام عليه نام ونكهته طيبة وينام آمنا من وجع الأضراس والأسنان وهذا باطل على رسول الله ولكن البستانى منه يطيب النكهة جدا وإذا علق أصله في الرقبة نفع من وجع الآسنان وهو حار يابس وقيل رطب مفتح لسدد الكبد والطحال وورقة رطبا ينفع المعدة والكبد البارد ويدر البول والطمث ويفتت الحصاة وحبه اقوى في ذلك ويهيج الباه وينفع من البخر قال الرازى وينبغى ان يجتنب اكله إذا خيف من لدغ العقرب كراث وفيه حديث لا يصح عن رسول الله بل هو باطل موضوع من أكل الكراث ثم نام عليه نام آمنا من رسح البواسير واعتزله الملك لنتن نكهته حتى يصبح وهو نوعان نبطى وشامى فالنبطى هو البقل الذى يوضع على المائدة والشامى الذى له رؤوس وهو حار يابس مصدع وإذا طبخ واكل أو شرب ماؤه نفع من البواسير الباردة وإن سحق بزره وعجن بقطران وبخرت به الأضراس التى فيها الدود نثرها واخرجها ويسكن الوجع العارض فيها وإذا دخنت المقعدة ببزره جففت البواسير هذا كله في الكراث النبطى

وفيه مع ذلك فساد الأسنان واللثة ويصدع ويرى احلاما رديئة ويظلم البصر وينتن النكهة وفيه إدرار للبول والطمث وتحريك للباه وهو بطىء الهضم

No comments: