Sunday, August 31, 2008

حرف الهاء


من الأدوية والأغذية المفردة التى جاءت على لسانه مرتبة على حروف المعجم حرف الهاء

هندبا ورد فيه ثلاثة احاديث لا تصح عن رسول الله بل هى مرفوعة احدهما كلوا الهندباء ولا تنفضوه فانه ليس يوم من الأيام ألا قطرت من الجنة تقطر عليه

الثانى من أكل الهندباء ثم نام عليه لم يحل فيه سم ولا سحر الثالث ما من ورقة من ورق الهندبا إلا وعليها قطرة من الجنة وبعد فهى مستحيلة المزاج منقلبة بانقلاب فصول السنة فهى في الشتاء باردة رطبة وفي الصيف حارة يابسة وفي الربيع والخريف معتدلة وفي غالب أحوالها تميل الى البرودة واليبس وهى قابضة ومبردة جيدة للمعدة واذا طبخت واكلت بخل عقلت البطن وخاصة البرى منها فهى اجود للمعدة وأشد قبضا وتنفع من ضعفها واذا ضمد بها سكنت الالتهاب العارض في المعدة وتنفع من النقرس ومن أورام العين الحارة واذا ضمد بورقها واصولها نفعت من لسع العقرب وهى تقوى المعدة وتفتح السدد العارضة في الكبد
وتنفع من أوجاعها حارها وباردها وتفتح سدد الطحال والعروق والاحشاء وتنقى مجارى الكلى وانفعها للكبد امرها وماؤها المعتصر ينفع من اليرقان السددى ولا سيما اذا خلط به ماء الرازيانج الرطب واذا دق ورقها ووضع على الأورام الحارة بردها وحللها ويجلو ما في الصدر ويطفىء حرارة الدم والصفراء واصلح ما اكلت غير مغسولة ولا منفوضة لانها متى غسلت أو نفضت فارقتها قوتها وفيها مع ذلك قوة ترياقية تنفع من جميع السموم واذا اكتحل بمائها نفع من الغشاء ويدخل ورقها في الترياق وينفع من لدغ العقرب ويقاوم اكثر السموم واذا اعتصر ماؤها وصب عليه الزيت خلص من الأدوية القتالة كلها واذا اعتصر أصلها وشرب ماؤه نفع من لسع الأفاعى ولسع العقرب ولسع الزنبور ولبن اصلها يجلو بياض العين
حرف الواو ورس ذكر الترمذى في جامعة من حديث زيد بن ارقم عن النبى انه كان ينعت الزيت والورس من ذات الجنب قال قتادة يلد به ويلد من الجانب الذى يشتكيه وروى ابن ماجه في سننه من حديث زيد بن أرقم أيضا قال نعت رسول الله من ذات الجنب ورسا وقسطا وزيتا يلد به وصح عن أم سلمة رضى الله عنها قالت كانت النفساء تقعد بعد نفاسها أربعين يوما وكانت احدانا تطلى الورس على وجهها من الكلف قال ابو حنيفة اللغوى الورس يزرع زرعا وليس ببرى ولست أعرفه بغير أرض العرب ولا من أرض بغير بلاد اليمن وقوته في الحرارة واليبوسة في أول الدرجة الثانية وأجودها الاحمر اللين في اليد القليل النخالة ينفع من الكلف والحكة والبثور الكائنة في سطح البدن اذا طلى به وله قوة قابضة صابغة واذا شرب نفع من الوضح ومقدار الشربة منه وزن درهم وهو في مزاجه ومنافعه قريب من منافع القسط البحرى واذا لطخ به على البهق والحكة والبثور والسعفة نفع منها والثوب المصبوغ بالورس يقوى على الباه وسمة وهى ورق النيل وهى تسود وقد تقدم قريبا ذكر الخلاف في جواز الصبغ بالسواد ومن فعله حرف الياء يقطين وهو الدباء والقرع وان كان اليقطين اعم فانه في اللغة كل
شجرة لا تقوم على ساق كالبطيخ والقثاء والخيار قال الله تعالى وأنبتنا عليه شجرةمن يقطين فان قيل مالا يقوم على ساق يسمى نجما لا شجرا والشجر ما له ساق قاله أهل اللغة فكيف قال شجرة من يقطين فالجواب أن الشجر اذا طلق كان ماله ساق يقوم عليه وإذا قيد بشىء تقيد به فالفرق بين المطلق والمقيد في الأسماء باب مهم عظيم النفع في الفهم ومراتب اللغة واليقطين المذكور في القرآن هو نبات الدباء وثمره يسمى الدباء والقرع وشجرة اليقطين وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه أن خياطا دعا رسول الله لطعام صنعه قال أنس فذهبت مع رسول الله فقرب إليه خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد قال أنس فايت رسول الله يتتبع الدباء من حوالى الصحفة فلم ازل احب الدباء من ذلك اليوم وقال أبو طالوت دخلت على أنس بن مالك رضى الله عنه وهو يأكل القرع ويقول يالك من شجرة ما أحبك ألى لحب رسول الله اياك وفى الغيلانيات من حديث هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال لى رسول الله يا عائشة اذا طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء فانها تشد قلب الحزين اليقطين بارد رطب ويغدو غذاء يسيرا وهو سريع الانحدار وان لم يفسد قبل الهضم تولد منه خلط محمود ومن خاصيته أنه يتولد منه خلط محمود مجانس لما يصحبه فان أكل بالخردل تولد منه خلط حريف وبالملح خلط مالح ومع القابض قابض وأن طبخ بالسفرجل غذا البدن غذاء جيدا
وهو لطيف مانى يغذو غذاء رطبا بلغميا وينفع الحرورين ولا يلائم المبرودين ومن الغالب عليهم البلغم وماؤه يقطع العطش ويذهب الصداع الحار أذا شرب أو غسل به الراس وهو ملين للبطن كيف استعمل ولا يتداوى المحرورن بمثله ولا أعجل منه نفعا ومن منافعه انه اذا لطخ بعجين وشوى في الفرن او التنور واستخرج ماؤه وشرب ببعض الأشربة اللطيفة سكن حرارة الحمى الملتهبة وقطع العطش وغذا غذاء حسنا وأذا شرب بترنجبين وسفرجل مربى أسهل صفراء محضة وأذا طبخ القرع وشرب ماؤه بشىء من عسل وشىء من نطرون أحدر وبلغما ومرة معا وأذا دق وعمل منه خماد على اليافوخ نفع من الآورام الحارة في الدماغ وأذا عصرت جرادته وخلط ماؤها بدهن الورد وقطر منها فى الاذن نفعت من الآورام الحارة وجرادته نافعة من أورام العين الحارة ومن النقرس الحار وهو شديد النفع لأصحاب الأمزجة الحارة والمحمومين ومتى صادف في المعدة خلطا رديئا استحال ألى طبيعته وفسد وولد في البدن خلطا رديئا ودفع مضرته بالخل والمرى وبالجملة فهو من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالا ويذكر عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله كان يكثر من أكله فصل وقد رأيت أن أختم الكلام في هذا الباب بفصل مختصر عظيم النفع في المحاذير والوصايا الكلية النافعة لتتم منفعة الكتاب ورأيت لا بن ماسوية فصلا في كتاب المحاذير نقلته بلفظه قال من أكل البصل أربعين يوما وكلف وجهه فلا يلومن إلا نفسه ومن افتصد فأكل
مالحا فأصابه بهق أو جرب فلا يلومن إلا نفسه من جمع في معدته البيض والسمك فأصابه فالج أو لقوة فلا يلومن إلا نفسه ومن دخل الحمام وهو ممتلىء فأصابه فالج فلا يلومن إلا نفسه ومن جمع في معدته اللبن والسمك فأصابه جذام أو برص أو نقرس فلا يلومن إلا نفسه ومن جمع في معدته اللبن والنبيذ فأصابه برص أو نقرس فلا يلومن إلا نفسه ومن احتلم فلم يغتسل حتى وطىء أهله فولدت مجنونا أو مخبلا فلا يلومن إلا نفسه ومن أكل بيضا مسلوقا باردا وامتلأ منه فأصابه ربو فلا يلومن إلا نفسه ومن جامع فلم يصبر حتى يفرغ فأصابه حصاة فلا يلومن إلا نفسه ومن نظر في المرآة ليلا فأصابه لقوة أو أصابه داء فلا يلومن إلا نفسه فصل وقال ابن بختيشوع احذر أن تجمع بين البيض والسمك فانهما يورثان القولونج وارياح البواسير ووجع الاضراس وإدامة أكل البيض تولد الكلف في الوجه وأكل الملوحة والسمك المالح والافتصاد بعد الحمام يولد البهق والجرب وادامة أكل كلى الغنم يعقر المثانة والاغتسال بالماء البارد بعد اكل السمك الطري يولد الفالج وطء المرأة الحائض يولد الجذام الجماع من غير أن يهريق الماء عقيبه يولد الحصاة طول المكث في المخرج يولد الداء الدوى وقال أبقراط الاقلال من الضار خير من الاكثار من النافع وقال استديموا الصحة بترك التكاسل عن التعب وبترك الامتلاء من الطعام والشراب
وقال بعض الحكماء من أراد الصحة فليجود الغذاء وليأكل على نقاء وليشرب على ظمإ وليقلل من شرب الماء ويتمدد بعد الغذاء ويتمش بعد العشاء ولا ينم حتى يعرض نفسه على الخلاء وللحذر دخول الحمام عقيب الامتلاء ومرة في الصيف خير من عشر في الشتاء واكل القديد اليابس بالليل معين على الفناء ومجامعة العجائز تهرم اعمار الأحياء وتسقم أبدان الأصحاء ويروى هذا عن على كرم الله وجهه ولا يصح عنه وانما بعضه من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب وكلام غيره وقال الحرث من سره البقاء ولا بقاء فليباكر العذاء وليعجل العشاء وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء وقال الحرث أربعة اشياء تهدمم البدن الجماع على البطنة ودخول الحمام على الامتلاء واكل القديد وجماع العجوز ولما احتضر الحرث اجتمع إليه الناس فقالوا مرنا بأمر ننتهى اليه من بعدك فقال لا تتزوجوا من النساء إلا شابة ولا تأكلوا من الفاكهة إلا في أوان نضجها ولا يتعالجن احدكم ما احتمل بدنه الداء وعليكم بتنظيم المعدة في كل شهر فإنها مذيبة للبلغم مهلكة للمرة منبتة للحم وإذا تغذى أحدكم فلينم على أثر غدائه ساعة واذا تعشى فليمش اربعين خطوة
وقال بعض الملوك لطبيبه لعلك لا تبقى لى فصف لى صفة آخذها عنك فقال لا تنكح إلا شابة ولا تأكل من اللحم الا فتيا ولا تشرب الدواء الا من علة ولا تأكل الفاكهة الا في نضجها وأجد مضغ الطعام واذا اكلت نهارا فلا بأس ان تنام واذا اكلت ليلا فلا تنم حتى تمشى ولو خمسين خطوة ولا تأكلن حتى تجوع ولا تتكارهن على الجماع ولا تحبس البول وخذ من الحمام قبل أن يأخذ منك ولا تأكلن طعاما وفي معدتك طعام وإياك ان تأكل ما تعجز اسنانك عن مضغه فتعجز معدتك عن هضمه وعليك في كل اسبوع بقيئة تنقى الجسم ونعم الكنز الدم في جسدك فلا تخرجه الا عند الحاجة إليه وعليك بدخول الحمام فانه يخرج من الاطباق ما لا تصل الادوية الى اخراجه وقال الشافعى رحمه الله تعالى اربعة تقوى البدن أكل اللحم وشم الطيب وكثر الغسل من غير جماع ولبس الكتان واربعة توهن البدن كثرة الجماع وكثرة الهم وكثرة شرب الماء على الريق وكثرة أكل الحامض واربعة تقوى البصر الجلوس تجاه الكعبة والكحل عند النوم والنظر الى الخضرة وتنظيف المجلس واربعة توهن البصر النظر الى القذر والى المصلوب والى فرج المرأة والقعود مستدبر القبلة واربعة تزيد في الجماع أكل العصافير والاطريفل الأكبر والفستق والخروب واربعة تزيد في العقل ترك الفضول من الكلام والسواك ومجالسة الصالحين ومجالسة العلماء وقال افلاطون خمس يذبن البدن وربما قتلن قصر ذات اليد وفراق الأحبة وتجرع المغايظ ورد النصح وضحك ذوى الجهل بالعقلاء
وقال طبيب المأمون عليك بخصال من حفظها فهو جدير ان لا يعتل إلا علة الموت لا تأكل طعاما وفى معدتك طعام وإياك ان تأكل طعاما تتعب اضراسك في مضغه فتعجز معدتك عن هضمه واياك وكثرة الجماع فانه يقتبس نور الحياة واياك ومجامعة العجوز فانه يورث موت الفجأة واياك والفصد الا عند الحاجة اليه وعليك بالقىء في الصيف ومن جوامع كلمات ابقراط قوله كل كثير فهو معاد للطبيعة وقال كالينوس مالك لا تمرض فقال لأنى لم اجمع بين طعامين رديئين ولم ادخل طعاما على طعام ولم احبس في المعدة طعاما تأذيت به فصل فصل وأربعة أشياء تمرض الجسم الكلام الكثير والنوم الكثير والاكل الكثير والجماع الكثير فالكلام الكثير يقلل مخ الدماغ ويضعفه ويعجل الشيب والنوم الكثير يصفر الوجه ويعمى القلب ويهيج العين ويكسل عن العمل ويولد الرطوبات في البدن والأكل الكثير يفسد فم المعدة ويضعف الجسم ويولد الرياح الغليظة والادواء العسرة والجماع الكثير يهد البدن ويضعف القوى ويجفف رطوبات البدن ويرخى العصب ويورث السدد ويعم ضرره جميع البدن ونخص الدماغ لكثرة ما يتحلل منه من روح النفسانى واضعافه اكثر من اضعاف جميع المستفرغات ويستفرغ من جوهر الروح شيئا كثيرا وانفع ما يكون اذا صادف شهوة صادقة من صورة جميلة حديثة السن حلالا مع سن الشبوبية وحرارة المزاج ورططوبته وبعد العهد به وخلاء القلب من الشواغل
النفسانية ولم يفرط فيه ولم يقارنه ما ينبغى تركه معه من امتلاء مفرط او خواء واستفراغ او رياضة تامة او حر مفرط او برد مفرط فاذا راعى فيه هذه الامور العشرة انتفع به جدا وايها فقد حصل له من الضرر بحبسه وان فقدت كلها او اكثر فهو الهلاك المعجل فصل والحمية المفرطة في الصحة كالتخليط في المرض والحمية المعتدلة نافعة وقال جالينوس لأصحابه اجتنبوا ثلاثا وعليكم بأربع ولا حاجة لكم الى طبيب اجتنبوا الغبار والدخان والنتن وعليكم بالدسم الطيب والحلوى والحمام ولا تأكلوا فوق شبعكم ولا تتخللوا بالباذروج والريحان ولا تأكلوا الجوز عند المساء ولا ينم من به زكمة على قفاه ولا يأكل من به غم حامضا ولا يسرع المشي من افتصد فانه يكون مخاطرة الموت ولا يتقيأ من تؤلمه عينه ولا تأكلوا في الصيف لحما كثيرا ولا ينم صاحب الحمى الباردة في الشمس ولا تقربوا الباذنجان العتيق المبزر ومن شرب كل يوم في الشتاء قدحا من ماء حار امن من الأعلال ومن دلك جسمه في الحمام بقشور الرمان امن من الجرب والحكة ومن اكل خمس سوسنات مع قليل من مصطكى رومى وعود خام ومسك بقى طول عمره لا تضعف معدته ولا تفسد ومن أكل بزر البطيخ مع السكر نظف الحصى من معدته وزالت عنه حرقة البول فصل اربعة تهدم البدن الهم والحزن والجوع والسهر
واربعة تفرح النظر الى الخضرة والى الماء الجاري والمحبوب والثمار واربعة تظلم البصر المشى حافيا والتصبح والامساء بوجه البغيض والثقيل والعدو وكثرة البكاء وكثرة النظرفي الخط الدقيق واربعة تقوى الجسم لبس الثوب الناعم ودخول الحمام المعتدل واكل الطعام الحلو والدسم وشم الروائح الطيبة وأربعة تيبس الوجه وتذهب ماءه وبهجته وطلاقته الكذب والوقاحة وكثرة السؤال عن غير علم وكثرة الفجور واربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته المروءة والوفاء والكرم والتقوى واربعة تجلب البغضاء والمقت الكبر والحسد والكذب والنميمة واربعة تجلب الرزق قيام الليل وكثرة الاستغفار بالأسحار وتعاهد الصدقة والذكر اول النهار وآخره وأربعة تمنع الرزق نوم الصبحة وقلة الصلاة والكسل والخيانة واربعة تضر بالفهم والذهن ادمان اكل الحامض والفواكه والنوم على القفا والهم والغم واربعة تزيد في الفهم فراغ القلب وقلة التملى من الطعام والشراب وحسن تدبير الغذاء بالأشياء الحلوة والدسمة واخراج الفضلات المثقلة للبدن ومما يضر بالعقل ادمان أكل البصل والباقلا والزيتون والباذنجان وكثرة الجماع والوحدة والأفكار والسكر وكثرة الضحك والغم
وقال بعض أهل النظر قطعت في ثلاث مجالس فلم أجد لذلك علة إلا انى اكثرت من اكل الباذنجان في احد تلك الايام ومن الزيتون في الآخر ومن الباقلا في الثالث فصل قد أتينا على جمل نافعة من اجزاء الطب العلمى لعل الناظر فيها لا يظفر بكثير منها الا في هذا الكتاب واريناك قرب ما بينها وبين الشريعة وان الطب النبوى نسبة طب الطبائعيين اليه اقل من نسبة طب العجائز الى طبهم والامر فوق ما ذكرناه واعظم مما وصفناه بكثير ولكن فيما ذكرناه تنبيه باليسير على ما وراءه ومن لم يرزقه الله بصيرة على التفصيل فليعلم ما بين القوة المؤيدة بالوحى من عندالله والعلوم التى رزقها الله الانبياء والعقول والبصائر التى منحهم الله اياها وبين ما عند غيرهم ولعل قائلا يقول مالهدى الرسول وما لهذا الباب وذكر قوى الأدوية وقوانين العلاج وتدبير امر الصحة وهذا من تقصير هذا القائل في فهم ما جاء به الرسول فان هذا واضعافه واضعاف اضعافه من فهم بعض ما جاء به وارشاده اليه ودلالته عليه وحسن الفهم عن الله ورسوله من يمن الله به على من يشاء من عباده فقد اوجدناك اصول الطب الثلاثة في القرآن وكيف تنكر ان تكون شريعة المبعوث بصلاح الدنيا والآخره مشتملة على صلاح الأبدان كاشتمالها على صلاح القلوب وانها مرشدة الى حفظ صحتها ودفع آفاتها بطرق كلية قد وكل تفصيلها ألى العقل الصحيح والفطرة
السليمة بطريق القياس والتنبيه والايماء كما هو في كثير من مسائل فروع الفقه ولا تكن ممن اذا جهل شيئا عاداه ولو رزق العبد تضلعا من كتاب الله وسنة رسوله وفهما تاما في النصوص ولوازمها لاستغنى بذلك عن كل كلام سواه ولاستنبط جميع العلوم الصحيحة منه فمدار العلوم كلها على معرفة الله وأمره وخلقه وذلك مسلم الى الرسل صلوات الله عليهم وسلامه فهم اعلم الخلق بالله بأمره وخلقه وحكمته في خلقه وأمره وطب أتباعهم أصح وانفع من طب غيرهم وطب أتباع خاتمهم وسيدهم وإمامهم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعليهم اكمل الطب وأصحه وانفعه ولا يعرف هذا الا من عرف طب الناس سواهم وطبهم ثم قارن بينهما فحينئذ يظهر له التفاوت وهم أصح الامم عقولا وفطرا واعظمهم علما واقربهم في كل شىء الى الحق لانهم خيرة الله في الامم كما رسولهم خيرته من الرسل والعلم الذى وهبهم اياه والحلم والحكمة امر لا يدانيهم فيه غيرهم وقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قال رسول الله أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله في علومهم وعقولهم واحلامهم وفطرهم وهم الذين عرضت عليهم علوم الأمم قبلهم وعقولهم وأعمالهم ودرجاتهم فازدادوا بذلك علما وحلما وعقولا الى ما افاض الله سبحانه وتعالى عليهم من علمه وحلمه ولذلك كانت الطبيعة الدموية لهم والصفراوية لليهود والبلغمية للنصارى
ولذلك غلب على النصارى البلادة وقلة الفهم والفطنة وغلب على اليهود والحزن والهم والصغار وغلب على المسلمين العقل والشجاعة والفهم والنجدة والفرح والسرور وهذه أسرار وحقائق انما يعرف مقدارها من أحسن فهمه ولطف ذهنه وغرز علمه وعرف ما عند الناس وبالله التوفيق

إنتهي

No comments: