فصل في ذكر شىء من الأدوية والأغذية المفردة التى جاءت على لسانه مرتبة على حروف المعجم حرف الهمزة
إثمد وهو حجر الكحل الأسود يؤتى به من أصفهان وهو أفضله ويؤتى من جهة الغرب أيضا وأجوده السريع التفتيت الذى لفتاته بصيص وداخله أملس ليس فيه شىء من الأوساخ ومزاجه باد يابس ينفع العين ويقويها ويشد أعصابها ويحفظ صحتها ويذهب اللحم الزائد في القروح ويدملها وينقى أوساخها ويجلوها ويذهب الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائى الرقيق وإذا دق وخلط ببعض الشحوم الطرية ولطخ على خرق النار لم تعرض فيه خشكريشة ونفع من التنفط الحادث بسببه وهو اجودأ كحال العين لا سيما للمشايخ والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جعل مع شىء من المسك أترج ثبت في الصحيح عن النبى أنه قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحا طيب وفي الأترج منافع كثيرة وهو مركب من أربعة أشياء قشر ولحم وحمض
وبزر ولكل واحد منها مزاج يخصه فقشره حار يابس ولحمه حار رطب وحمضه بارد يابس وبزره حار يابس ومن منافع قشره أنه إذا جعل في الثياب منع السوس ورائحته تصلح فساد الهواء والوباء ويطيب النكهة إذا أمسكها في الفم ويحلل الرياح وإذا جعل في الطعام كالأبازير أعان على الهضم قال صاحب القانون وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعى شربا وقشره ضمادا وحراقة قشره طلاء جيد للبرص انتهى واما لحمه فملطف لحرارة المعدة نافع لأصحاب المرة الصفراء قامع للبخارات الحارة وقال الغافقى أكل لحمه ينفع البواسير انتهى وأمال حماضه فقابض كاسر للصفراء ومسكن للخفقان الحار نافع من اليرقان شربا واكتحالا وقاطع للقىء الصفراوى مشة للطعام عاقل للطبيعة نافع من الآسهال الصفراوى وعصارة حماضه يسكن غلمة النساء وينفع طلاء من الكلف ويذهب بالقوبا ويستدل على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع على الثياب قلعه وله قوة تلطف وتقطع وتبرد وتطفىء حرارة الكبد وتقوى المعدة وتمنع حدة المرة الصفراء وتزيل الغم العارض منها وتسكن العطش اما بزره فله قوة محللة مجففة وقال ابن ماسوية خاصية حبه النفع من السموم القاتلة إذا شرب منه وزن مثقالين مقشرا بماء فاتر وطلاء مطبوخ وإن دق ووضع على موضع اللسعة نفع وهو ملين للطبيعة مطيب للنكهة وأكثر هذا الفعل موجود في قشره وقال غيره خاصية حبه النفع من لسع العقارب إذا شرب منه وزن مثقالين مقشرا بماء فاتر وكذلك إذا دق ووضع على موضع اللدغة وقال غيره حبه يصلح للسموم كلها وهو نافع من لدغ الهوام كلها
وذكر أن بعض الأكاسرة غضب على قوم من الأطباء فأمر بحبسهم وخيرهم أدما لا يزيد لهم عليه فاختاروا الأترج فقيل لهم لم اخترتموه على غيره فقالوا لأنه في العاجل ريحان ومنظره مفرح وقشره طيب الرائحة ولحمه فاكهة وحمضه أدم وحبه ترياق وفيه دهن وحقيق بشىء هذه منافعه أن يشبه به خلاصة الوجود وهو المؤمن الذى يقرا القرآن وكان بعض السلف يحب النظر إليه لما فى منظره من التفريح أرز فيه حديثان باطلان موضوعان على رسول الله أحدهما أنه لو كان رجلا لكان حليما الثانى كل شىء اخرجته الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرز فإنه شفاء لا داء فيه ذكرناهما تنبيها وتحذيرا من نسبتهما إليه وبعد فهو حار يابس وهو أغذى الحبوب بعد الحنطة وأحدهما خلطا يشد البطن شدا يسيرا ويقوى المعدة ويدبغها ويمكث فيها وأطباء الهند تزعم أنه أحمد الأغذية وأنفعها إذا طبخ بألبان البقر وله تأثير في خصب البدن وزيادة المنى وكثرة التغذية وتصفية اللون أرز بفتح الهمزة وسكون الراء وهو الصنوبر ذكره النبى في قوله مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيؤها الرياح تقيمها مرة وتميلها أخرى ومثل المنافق مثل الأرزة لا تزال قائمة على أصلها حتى يكون انجعافها مرة واحدة وحبه حار رطب وفيه إنضاج وتليين وتحليل ولذع يذهب بنقعه في الماء وهو عسر الهضم وفيه تغذية كثيرة وهو جيد للسعال ولتنقية رطوبات الرئة ويزيد في المنى ويلد مغصا وترياقه حب الرمان المز
إذخر ثبت في الصحيح عنه أنه قال في مكة لا يختلى خلاها قال له العباس رضى الله عنه إلا الإذخر يا رسول الله فإنه لقينهم ولبيوتهم فقال إلا الإذخر والإذخر حار في الثانية يابس في الأولى لطيف مفتح للسدد وأفواه العرق ويدر البول والطمث ويفتت الحصا ويحلل الأورام الصلبة في المعدة والكبد والكليتين شرابا وضمادا وأصله يقوى عمود الأسنان والمعدة ويسكن الغثيان ويعقل البطن
No comments:
Post a Comment