Sunday, August 31, 2008

حرف القاف


من الأدوية والأغذية المفردة التى جاءت على لسانه مرتبة على حروف المعجم حرف القاف

قرآن قال الله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين والصحيح ان من ههنا لبيان الجنس لا للتبعيض وقال تعالى يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبيه والبدنية وادواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يؤهل ولا يوافق للاستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوى به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدا وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذى لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القران سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه ولمن رزقه الله فهما في كتابه

وقد تقدم في أول الكلام على الطب بيان ارشاد القرآن العظيم إلى اصوله ومجامعه التى هى حفظ الصحة الحمية واستفراغ المؤذى والاستدلال بذلك على سائر افراد هذه الأنواع وأما الأدوية القلبية فانه يذكرها مفصلة ويذكر أسباب أدوائها وعلاجها قال أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله قثاء وفي السنن من حديث عبدالله بن جعفر رضى الله عنه أن رسول الله كان يأكل القثاء بالرطب ورواه الترمذى وغيره القثاء بارد رطب في الدرجة الثانية مطفىء لحرارة المعدة الملتهبة بطىء الفساد فيها نافع من وجع المثانة ورائحته تنفع من الغشى وبزره يدر البول وورقه إذا اتخذ ضمادا نفع من عضة الكلب وهو بطىء الانحدارعن المعدة وبرده مضر ببعضها فينبغى ان يستعمل معه ما يصلحه ويكسر برودته ورطوبته وكان النبى أذا اكله بالرطب فاذا اكل بتمر أو زبيب أو عسل عدله قسط و كست بمعنى واحد وفي الصحيحين من حديث أنس رضى الله عنه عن النبي خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحرى وفي المسند من حديث أم قيس عن النبى عليكم بهذا العود الهندى فان فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب القسط ضربان أحدهما البيض الذى يقال له البحرى والآخر الهندى

وهو أشدهما حرا والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة جدا وهما حاران يابسان في الثالثة ينشفان البلغم قاطعان للزكام وإذا شربا نقعا من الكبد والمعدة ومن بردهما ومن حمي الدور والربع وقطعا وجع الجنب ونفعا من السموم وإذا طلي به الوجه معجونا بالماء والعسل قلع الكلف وقال جالينوس ينفع من الكزاز ووجع الجنبين ويقتل حب القرع وقد خفى على جهال الأطباء نفعه من وجع ذات الجنب فأنكروه ولو ظفر هذا الجاهل بهذا النقل عن جالينوس نزله منزلة النص كيف وقد نص كثير من الأطباء المتقدمين على أن القسط يصلح للنوع البلغمي من ذات الجنب ذكره الخطابي عن محمد ابن الجهم وقد تقدم أن طب الأطباء بالنسبة الى طب الأنبياء أقل من نسبة طب الطرقية والعجائز إلى طب الأطباء وأن بين ما يلقى بالوحي وبين ما يلقى بالتجربة والقياس من الفرق أعظم مما بين الفدم والقرم ولو أن هؤلاء الجهال وجدوا دواءا منصوصا عن بعض اليهود والنصارى والمشركين من الأطباء لتلقوه بالقبول والتسليم ولم يتوقفوا عن تجربته نعم نحن لا ننكر أن للعادة تأثيرا في الانتفاع بالدواء وعدمه فمن اعتاد دواء وغذاء كان أنفع له وأوفق ممن لم يعتده بل ربما لم ينتفع به من لم يعتده وكلام فضلاء الأطباء وإن كان مطلقا فهو بحسب الأمزجة والأزمنة والأماكن والعوائد وإذا كان التقييد بذلك لا يقدح في كلامهم ومعارفهم فكيف يقدح في كلام الصادق المصدوق ولكن نفوس البشر مركبة على الجهل والظلم إلا من أمده الله بروح الإيمان ونور بصيرته بنور الهدى

قصب السكر جاء في بعض ألفاظ السنة الصحيحة في الحوض ماؤه أحلى من السكر ولا أعرف السكر في حديث إلا في الموضع والسكر حادث لم يتكلم فيه متقدموا الأطباء ولا كانوا يعرفونه ولا يصفونه في الأشربة وإنما يعرفون العسل ويدخلونه في الأدوية وقصب السكر حار رطب ينفع من السعال ويجلو الرطوبة والمثانة وقصبة الرئة وهو أشد تلينا من السكر وفيه معونة على القيء ويدر البول ويزيد في الباه قال عفان بن مسفر الصفار من مص قصب السكر بعد طعامه لم يزل يومه أجمع في سرور انتهى وهو ينفع من خشونة الصدر والحلق وإذا شوي ويولد رياحا دفعها بأن يقشر ويغسل بماء حار والسكر الحار رطب على الأصح وقيل بارد وأجوده الأبيض الشفاف الطبرزذ وعتيقه ألطف من جديده وإذا طبخ ونزعت رغوته سكن العطش والسعال وهو يضر المعدة التي تتولد فيها الصفراء لاستحالته إليها ودفع ضرره بماء الليمون أو النارنج أو الرمان اللفاء وبعض الناس يفضله على العسل لقلة حرارته ولينه وهذا تحامل منه على العسل فإن منافع العسل أضعاف منافع السكر وقد جعله الله شفاء ودواء وإداما وحلاوة واين نفع السكر من منافع العسل من تقوية المعدة وتليين الطبع وإحداد البصر وجلاء ظلمته ودفع الخوانيق بالغرغرة به وإبرائه من الفالج واللقوة ومن جميع العلل الباردة

التى تحدث في جميع البدن من الرطوبات فيجذبها من قعر البدن ومن جميع البدن وحفظ صحته وتسخينه والزيادة في الباه والتحليل والجلاء وفتح أفواه العروق وتنقية المعى واحدار الدود ومنع التخم وغيره من العفن والأدم النافع وموافقة من غلب عليه البلغم والمشايخ واهل الأمزجة الباردة وبالجملة فلا شىء أنفع منه للبدن وفي العلاج وعجن الأدوية وحفظ قواها وتقوية المعدة وإلى أضعاف هذه المنافع فأين للسكر مثل هذه المنافع والخصائص أو قريب منها

No comments: